فرضت الاحداث التي تشهدها اليمن منذ اكثر من عامين واقعا مأساويا علي الصعيد الإنساني، وخلقت احتياجات لا حصر لها؛ في الرعاية الاجتماعية والصحة وبناء قدرات وتنمية. هذه التحديات وضعت القطاع الخاص امام مسئولية إنسانية واخلاقية تجاه المواطنين والمحتاجين من مساعدات ودعم كامل لهم.
مؤسسة بازرعة التنموية الخيرية احد المؤسسات العاملة في المجال الخيري في اليمن تأسست في العام 2013 وتحاول ان تتواجد في كل التراب اليمنية وبالأخص المناطق الفقيرة ،وهي تابعة لمجموعة با زرعه التجارية ، حيث اكد المدير التنفيذي للمؤسسة اكرم السقاف انهم استطاعوا خلال الثلاثة الاعوام الماضية الوصول الى عشرات الالاف من الفقراء و المحتاجين ومرضى العيون والثلاسيميا والسرطان.
مؤسسة تعمل بصمت وبعيدة عن الجانب الاعلامي نتيجة ايمانها ان الاعمال الخيرية لا تحتاج الى ضجيج اعلامي لان هدف المؤسسة الوصول لأكبر قدر ممكن من المحتاجين لمساعدتهم .
الكثير من المواطنين في اليمن بحاجة للدعم والمساندة الصحية والمجتمعية وخاصة في المجال الصحي حيث تشير الاحصائيات ان عدد من يفتقرون للخدمات الصحية 14 مليون مواطن يمني، كما ان غلاء الادوية والعمليات الجراحية يضاعف المشكلة الصحية حتي لدي الاسر متوسطة الحال. عائشة حسن احدى المستفيدين من المساعدات التي تقدمها مؤسسة بازرعة الخيرية بمحافظة الحديدة قالت بعد مرور وقت طويل في مقاومة انتشار وتوسع المياه البيضاء في عينها حيث وصل بها الحال الى فقد نظر احدى عينيها بسبب عدم قدرتها المالية على اجراء العمليه. تواصل حديثها الفرحة تملا وجهها ، كان يوما فراحيآ عندما رجع ابني للبيت مسرعا بعد ان شاهد اعلان بمستشفى العلفي عن قيام مخيم طبي لعلاج العيون بالمجان وبدعم من مؤسسة با زرعة خيرية ، ويقول لي اخيرا يا امي سنجري لكي عملية لعينك وسترينا بها من جديد ، وأجريت العملية والحمد لله الان انا بصحة جيدة .
" ولو ما كنش اجت هذي المؤسسة لعمل العملية لعيني لجلست مريضة بدون علاج وساءت حالتي" هكذا بدأت الحجة رابعة محمد ذو ال 50 عام حديثها معنا ، وأضافت حالتنا صعبة وابني الوحيد يعول اسرتين وهو عسكري من دون راتب منذ اكثر من ثمانية اشهر ، وبعد معرفتنا من احد جيران المنطقة التي نسكن فيها عن قيام مخيم طبي لعلاج العيون بالمجان قررنا الذهاب الية ،ومع كثرة الفرحة صحينا من النوم قبل اذان الفجر عشان نحجز بالمخيم لعمل العملية وما تفوتنا الفرصة ، ومن حينها تحسنت وعاد النور لعينها التي كان الفقر سيحول بينها وبين عينيها .
اما ابن الحجة امانة قال كانت والدتي تعاني من صعوبة في رؤية الاشياء ولم تكن تستطيع حتى قرأه المصحف بسبب المياه البيضاء في عينها وكانت بحاجه الى اجراء عمليه ، ولأننا لا نملك تكاليف العمليه قررنا ان نصبر ونحتسب حتى يأتي الفرج ، بعدها سمعنا عن فتح مخيم مجاني للعيون يتبع مؤسسة با زرعه الخيريه. اسرعنا اليه كان مخيم رائع وبكل سهولة تم اجراء الكشف وعمل الفحوصات اللازمة ، وقررت العمليه التي تمت بنجاح وأصبحت امي تراء كل شي كما أتمنى منهم مواصلة عملهم الخيري لأن الكثير من الناس بحاجة للمساعدة
كانت للمساهمات التي تقدمها المؤسسة دور كبير في مساعدة المرضى المحتاجين في اجرى العمليات وشراء الادوية ، حيث استطاع احمد الجحافي اجرى عملية لاستئصال الحصى من الكلى وقال : بدأت معاناتي مع المرض في عام 2001 ومن حينها وانأ استخدم مسكنات للألم وعلاجات طبيعية ( اعشاب ) ، حتى عام 2015 زاد الالم وكبرت الحصوه في الكلى اليمنى وقال لي الاطباء لابد من عمل عملية لإخراج الحصوه، وكنت مضطر اعمل العملية لكن مش قادر على تكاليفها ، بعدها دلني واحد من الاهل على المؤسسة وقامت بالمساهمة معي بثلثي المبلغ وبقية المبلغ استلفته من بعض الناس من اجل العملية باعتبارها فرصة لا تعوض ، وعملت العملية وألان الحمد لله بخير عايش من دون الاوجاع التي كنت اعانيها لفترة طويلة.
مرض السرطان احدى الامراض الفتاكة بالمريض والمعروف عنها عدم قدرة المريض على تحمل تكاليف العلاج والذي يصل الى 60 الف ريال شهريا حسب قول الحاج حسن النصيري والذي عاد الية الامل في مقاومة المرض من خلال مساهمة المؤسسة بتكفل العلاج مجانا ، المريض وقبل ان تقوم المؤسسة بتكفل علاجه باع كل ما يملك حتى اثاث منزلة لم يسلم من البيع غير الدين والسلف من بعض الناس الي لم يستطع تسديدها حتى
الحاج يحيى اب لثلاثة اطفال قال بدأت قصتي مع المرض قبل خمسة اعوام بعد اجرى عدة فحوصات تبين لدي سرطان القولون وحينها بدأت بالعلاج والتنقل من مستشفى لأخر حتى استطعت التسجيل بمؤسسة بازرعة الخيرية ومن حينها اتلقى العلاج والأدوية بشكل كامل ومجان ولله الحمد، والمعروف عن بعض المستشفيات الحكومية التي توجد لديها قسم خاص بمرض الاورام والسرطان لا تقوم بتوفير العلاج بالكامل تعطيك بعض الادوية وأكثرها الرخيصة والأدوية الغالية تقولك اشتريها من الصيدليات الخارجية في الوقت الذي لا نستطيع شرائها سبب ارتفاع سعره .
مخيمات لعلاج العيون
استطاعت المؤسسة الوصول لآلاف مرضى العيون والتكفل بعلاجهم عن طريق التعاقد مع عدة مستشفيات خاصة بالعيون حيث ضاعفه المؤسسة عملها بمحافظة الحديدة باعتبارها من المناطق الفقيرة والتي وجد فيها اشخاص مستسلمين للمرض وقد يفقدوا بصرهم بأي وقت بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف العلاج فقامت المؤسسة بعمل مخيمين بالمحافظة الاول في منطقة بيت الفقيه استهدف خلاله 600 مريض والثاني بمستشفى العلفي وسط المدينة واستهدف 500 مريض ، ومخيم اخر بمنطقة حوت بمحافظة عمران واستهدف فيه 500 مريض ،كما قامت المؤسسة بالتعاقد مع عدد من مستشفيات العيون بالعاصمة صنعاء لإجراء العمليات للمحتاجين ، كما تقوم المؤسسة بدعم عدد من المرضى حسب نوع الحالة والأولوية ،حيث تخضع الحالة لبعض المعايير والتزكية من اشخاص موثقين بهم ، ثم تقوم المؤسسة بتحديد سقف المساعدات اما عن طريق دفع التكاليف كاملة للعلاج او عن طريق تقاسم التكلفة مع المريض .
مشروع حياة
ومن المشاريع الموسمية التي تقوم بها المؤسسة للتقليل من معانات المحتاجين والمرضى مشروع حياة التي تقدم خدماتها طوال السنة في مختلف المجالات من خلال شراء ادوية للمرضى وعمل عمليات صغرى وكبرى والعلاج الاشعاعي من خلال التعاقد مع كبرى المستشفيات في امانة العاصمة باعتبارها اكثر المناطق التي يتوجه اليها المرضى من مختلف المدن اليمنية .كما يساهم المشروع بمساعدة بعض المرضى خارج اليمن
كما تقوم المؤسسة بتنفيذ عدة مشاريع متنوعة في المجال الصحي والاجتماعي التعليمي والتنموي وتقوم بالمساهمة بتكاليف الادوية والعمليات الجراحية لعدد من المحتاجين تصل الى 80% ، وتقوم بإعادة وتأهيل وترميم مدارس دمرتها الحرب والتي كانت اخرها ترميم مدرسة بازرعة بمحافظة عدن والمكونة من ثلاثة طوابق ويستفيد منها 370 طالب ، وبناء مساكن طلابية بمحافظة حضرموت ، وشراء وتهيل ابار مضخات مياه في المناطق الفقيرة ، ودعم مخابز خيرية، وكفالة ورعاية عدد من الأيتام وتوزيع اكثر من 40 الف سلة غذائية للمحتاجين بمحافظة الحديدة ،والقيام بتزويد 120 مسجد بمحافظة الحديدة وصنعاء بالطاقة الشمسية ، كما تقوم بعمل مخيمات افطار الصائم خلال شهر رمضان للمحتاجين وعابري الطريق بعدد من المحافظات.