ثمة انتصارات يقف وراءها رجال اعمال حضارم ساهموا في تخفيف معاناة مرضى السرطان في ظل ضعف المنظومة الطبية في البلاد ومن وجع الألم تأسست مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان والتي هي وراء تلك النجاحات لعشرات الناجين من مرضى السرطان والذين كتبت لهم حياة جديدة في ظل المساندة المجتمعية لرجال الاعمال لقهر وهزيمة ذلك المرض القاتل في الاستطلاع التالي نسلط الأضواء على تجارب وقصص نجاح للناجين من السرطان في السطور التالية:
كسر حاجز الصمت
"لقد نجحت و نجيت وشفيت من مرض السرطان "وسط تصفيق حاد من الجمهور وانهمرت دموع الفرح من مقلتي بعض الحاضرين هكذا قالت الأستاذة سهالة على باحيدرة من فوق منصة معرض تيدكس بالمكلا في يناير 2015 قبل احتلال وسيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا بأشهر قليلة ، تذكرت سهالة ذلك الموقف وهي تروى قصة نجاتها من السرطان في رحلة صراع من اجل البقاء ، قالت "لقد كنت طريحة الفراش لمدة عام ونصف وكاد السرطان ان ينهى حياتي التي توقفت ، كنت سعيدة في حياتي الاسرية و العملية كنت كبيرة الموجهين التربويين في مكتب وزارة التربية و التعليم بحضرموت الساحل لقد كسرت حاجز الصمت ولم استسلم وقاومت الى ان أصبحت اول ناجية من السرطان"
مقاومة المرض
ويقول الاستاد عبد الله احمد الحامدي الذي يجيد التحدث باللغتين الإنجليزية و الفرنسية ويعمل مترجما في بواخر الشحن و التفريغ بميناء المكلا "لم اعرف اني مصاب بمرض السرطان حتى فأجأني الطبيب المعالج واخبرني بالحقيقة وصدمت واختل توازني وانا امشى في شارع الزبيري بصنعاء وتواريت جانبا ولم اتحدث مع احد برهة من الوقت حتى ادخل الأصدقاء من حولي الاطمئنان وقاومت المرض بإجراء عملية استئصال ورم في القولون وواصلت العلاج الكيمياوي"
كأس المرارة
وتستطرد سهالة رحلة نجاتها من السرطان" واصلت رحلتي العلاجية في الأردن وكنت مصممة ان ينزاح هذا الكابوس من صدري لقد تركت الفراش بعد رحلة علاج طويلة وصراع مرير مع السرطان تجرعت من كأس المرارة الى ان ظهرت مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان "أمل" التي أسسها رجال اعمال حضارم لتخفيف وطأة الألم من مرضى السرطان"
جسم بلا حراك
ويقول الشاب الناجي من السرطان محمد ناصر باجحاو 22 عاما ويدرس في المستوى الثاني في كلية العلوم الإدارية بجامعة حضرموت "لقد اصبت بالسرطان وعمري 17 عاما في عام2011 ولم افهم ماذا يعني ذلك كل ما يهمني ان اتخلص من الالام التي كانت تبارحنى بشكل حاد في الكلى ، وأجريت عملية استئصال الورم اعقبتها العلاج الكيماوي ولكن تعاملت مع المرض دون خوف او وجل واعتبرته كأي مرض عضوي رغم تساقط شعري و أصبحت جسما هزيلا بلا حراك إلا ان واصلت الجرعات الكيماوية التي يأخذ علاجها أكثر من 15ساعة"
دعم رجال الاعمال
يقول الدكتور وليد عبدالله البطاطي المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان "بان اجمالي المصابين بالسرطان من عام 2010 حتى 2016 بلغت 2859 حالة وسجلت في العام الحالي نحو (( 60 )) حالة جديدة ونتلقى الدعم من القطاع الخاص و يأتي في مقدمتهم المهندس عبدالله احمد بقشان وعدد من كبار الاعمال مثل الشيخ عبدالاه سالم بن محفوظ ، الشيخ عمر بابكر ، الشيخ منيف النهدي ، الشيخ أبو بكرعقيل مسلم ،الشيخ عمرعبدالرحمن باجرش ، السيد محسن المحضار ومجموعة احرى من رجال الاعمال وكانت مساهمتهم ودعمهم له الأثر الطيب في علاج مرضى السرطان "
يقول المهندس وهيب عبد الرحمن العزب المدير العام لمصنع الاسمنت الذي وقع الاتفاقية مع المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان بحضور محافظ حضرموت في حفل رسمي بالمكلا "مصنع اسمنت حضرموت يولي اهتماما بالمسئولية الاجتماعية والتي تقع على عاتقنا المساهمة المجتمعية لتخفيف معاناة المرضى بالسرطان بحيث ستقوم إدارة المصنع بشراء كل ما تحتاجه مؤسسة السرطان من ادوية لمدة عام كامل وقد خصصنا هذا المبلغ لشراء الادوية باهضة الكلفة والتي لا يستطيع المرضى شرائها وذلك وفقا لوجيهات مجلس الإدارة"
يقول الدكتور وليد عبد الله البطاطي المدير التنفيذي للمؤسسة "ان اجمالي ما انفقته المؤسسة من عام 2010 حتى عام 2015 نحو 780,435,855 ريال يمني منها 172,400,045 كمساعدات للمرضى علما ان التبرعات التي تتحصل عليها المؤسسة لا يتم اخذ مبالغ من تبرعات المرضى و صرفها في الميزانية التشغيلية ، فعلى سبيل المثال حصلت المؤسسة على تبرعات في عام 2015 بلغت 103,363,292 ريال يمني بينما عام 2016 وصلت الى 167,291,140 ريال يمني من رجال الاعمال و القطاع الخاص "
اثر كبير
ويتدخل مدير البرامج في المؤسسة الشاب باحبارة بقوله "ان اكثر المناطق في حضرموت المصابة بالسرطان المكلا740 حالة ، سيئون 214 حالة ، ارياف المكلا253 حالة ، الشحر249 حالة ، تريم200 حالة بينما تشير الاحصائيات المصابين بالسرطان في مناطق الامتياز النفطي من عام 2010 حتى 2015 فقد وصلت في تريم 190 حالة ، غيل بن يمين67 حالة ، وساه41 حالة ، الضليعة31 حالة ولكن بعد انشاء رابطة سند للدعم النفسي و المجتمعي للنساء فقد بلغ اجمالي المقبلين على عيادة الكشف المبكر عن سرطان الثدي منذ عام2011 نحو 2881 حالة وقد كانت للتوعية اثر كبير على العلاج فكثير من الحالات أصبحت تأتي في مراحل المرض الأولى وبذلك تتماثل للشفاء"