اصدارات المنتدى

تقدير موقف: الحرب الروسية الاوكرانية تلهب أسعار القمح في اليمن


Mar - 27 - 2022   تحميل الاصدار

لن يقتصر لهيب نيران الحرب الروسية - الاوكرانية على البلدان والدول المجاورة فقط، بل سيتعدى ذلك إلى دول تبعد عن تلك الرقعة الجغرافية آلاف الكيلومترات كاليمن وهو البلد الذي يعاني من أحد أسوأ أزمات الغذاء في العالم وفقا للأمم المتحدة.  

وقد بدأت تداعيات تلك الحرب تلقي بضلالها على أسعار سلعتي القمح والزيوت التي تعد تلك الدولتين مصدرا مهما لهما حيث تصاعدت أسعار القمح بنسبة وصلت إلى 35 بالمائة منذ بداية الحرب بين الدولتين(1). بل إن الأخطر هو أزمة القمح والزيوت العالمية الناتجة عن فقدان ثلث كمية الإنتاج العالمي تقريبا المتأتي من الدولتين.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من الضعف في معظم أنحاء اليمن خلال العام الماضي، ما جعل 17,4 مليون شخص بحاجة مساعدة فورية وسيتصاعد الرقم إلى 19 مليون شخص منذ بداية يونيو وحتى نهاية العام وفقا لأحد التوقعات(2).

تواجه الدول الهشة التي تعاني من نزاعات مسلحة كاليمن ظرفا اقتصاديا وانسانيا صعبا ما يجعله عرضة للتقلبات في الأسواق العالمية ناهيك عن أن تكون حربا في دولتين يشكلان نسبة مهمة من مصدر الغذاء والزيوت للعالم.  ويقدر حجم صادرات الدولتين من القمح ما نسبته 30 بالمئة من الصادرات العالمية للقمح. 

وتستورد اليمن ما نسبة 34% تقريبا من احتياجها من القمح من روسيا وأوكرانيا وهو ما يساوي ثلث سلة اليمن من القمح يأتي من هذين البلدين(3).

فاليمن بلد يستورد معظم احتياجاته من الغذاء بنسبة تصل إلى 95 بالمئة، ويعتبر القمح السلعة الأكثر استهلاكا من قبل المجتمع اليمني حيث يتمحور النمط الغذائي في اليمن حول القمح باعتباره مكون أساسي في كافة الأصناف الغذائية. ولا يقتصر ذلك على اليمن فقط اذ يشمل دولا عربية اخرى كجمهورية مصر العربية ودول الخليج التي تعتمد بصورة رئيسية على القمح المستورد. 

وتطل ازمة القمح والزيوت برأسها في ظل وضع يمني متأزم حيث تعاني اليمن من فقر شديد في الغذاء ويشير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بأن 31 ألف شخص يواجهون خطر الجوع الشديد (المرحلة الخامسة في وضع كارثي) ويتوقع ان ترتفع 161 الف شخص بحلول يونيو المقبل(4).

ونظرا لان الحرب في بدايتها فإن تداعيات الازمة الراهنة ما زالت في مراحلها الاولى لاسيما وان اليمن وفقا لتأكيدات رسمية يمتلك احتياطيات من القمح قد تغطي أربعة أشهر وهو الامر الذي سيجعل مستوردي القمح يبحثون عن خيارات بديلة أكثر كلفة وفي ظل شحة في المعروض العالمي من القمح.

في هذا التقرير نحاول ان نقدم صورة واضحة عن تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية على اليمن لاسيما على مادتي القمح والزيت، وحجم الاحتياج المحلي للتك السلع وكيف سيتم معالجة الازمة من قبل المستوردين وما هي الخيارات المتاحة لتغطية العجز الذي سينتج عنها؟.

التعليقات